[size=24][
أعطت إسرائيل أمس الضوء الأخضر رسميا لتسليم أسيرات فلسطينيات كن يقضين عقوبات مخففة فى معتقلاتها، بعد مشاهدة شريط فيديو حديث العهد مدته دقيقة واحدة، برهن على بقاء جلعاد شاليط الجندى الإسرائيلى الأسير منذ أكثر من ٣ أعوام فى قطاع غزة على قيد الحياة، وكانت إسرائيل شرعت فى وقت مبكر صباح أمس، فى تنفيذ تعهدها الخاص بالإفراج عن ٢٠ أسيرة فلسطينية، فى إطار صفقة أولية، جرت بوساطة مصرية ـ ألمانية، لتبادل جزئى للأسرى البالغ إجمالى عددهم فى معتقلات الاحتلال نحو ١٠ آلاف أسير.
وغادرت ١٩ أسيرة فلسطينية سجون الاحتلال، بعد ساعات من إطلاق سراح أصغرهن براء مالكى (١٥ عاماً)، فى دفعة أولى مساء أمس الأول، لكن مسؤولاً إسرائيلياً فى إدارة السجون صرح بأن سلطات الاحتلال التى نقلت الأسيرات إلى المعابر، لم تحررهن بالكامل إلا بعد إعطاء المسؤولين الضوء الأخضر لهم بعد مشاهدة الشريط.
وذكر مصدر إسرائيلى فى وقت سابق أنه من المقرر نقل ١٨ من الدفعة الثانية للأسيرات فى عربات ترحيل سوداء من سجن «هاشارون» للنساء بوسط إسرائيل إلى قاعدة عسكرية فى الضفة الغربية المحتلة، حيث يتم تسليمهن لعائلاتهن، بينما يتم نقل الأسيرة الـ١٩ إلى معبر بيت حانون (إيرتز) الرابط بين أراضى ٤٨ وقطاع غزة.
لكن مسؤولاً إسرائيلياً فى إدارة السجون صرح بأن الأسيرات الـ١٩ ستنضم إليهن أسيرة أخرى تدعى روضة حبيب، يفرج عنها غداً، ليصبح بذلك إجمالى عدد المفرج عنهن ٢٠ معتقلة فلسطينية، وأضاف أنه سيتم نقلهن أولاً فى عربات تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر إلى معابر مع قطاع غزة والضفة الغربية، لكن لن يتم إطلاق سراحهن حتى تعطى إسرائيل الضوء الأخضر بعد مشاهدة شريط الفيديو الخاص بشاليط.
وكانت القناة العاشرة بالتليفزيون الإسرائيلى نقلت عن مصادر اطلعت على الشريط قولها إن شاليط ظهر بملابس مدنية وبحالة صحية جيدة، بالإضافة إلى ظهور الراية الخضراء لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) فى خلفيته، وأضافت أنه لم تبد عليه أى علامات للضرب فى جسده، مشيرة إلى أن الشريط يتم تسجيله قبل شهرين فى غرفة مغلقة فى غزة، ومن المتوقع أن تنشر إسرائيل لاحقاً مقاطع من الشريط المصور فى وسائل الإعلام.
وأجهضت عملية التسليم التماساً تقدمت به منظمة «أل ماغور» اليهودية المتطرفة للمحكمة العليا فى إسرائيل، طالبت فيه بوقف تنفيذ الصفقة، وطلبت المنظمة ـ التى تمثل من تسمهم «ضحايا العمليات الإرهابية» ـ من المحكمة منع إخراج الصفقة إلى حيز التنفيذ، بدعوى أن خطورتها تتجاوز فائدتها، وزعمت فى الالتماس أن «من بين الأسيرات اللائى سيفرج عنهن هناك من خططن لتنفيذ عمليات إرهابية».
وتزامن إنجاز الصفقة مع أنباء فلسطينية متضاربة حول اعتزام السلطة الوطنية سحب دعمها لمشروع قرار من المقرر أن يتم التصويت عليه فى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة يندد بالسلوك الإسرائيلى خلال حرب غزة، الأمر الذى نفاه صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين.
على صعيد آخر، أغلق جيش الاحتلال الإسرائيلى الضفة الغربية اعتباراً من أمس وطوال فترة عيد «المظلة» اليهودى، وأضاف مصدر عسكرى أن هذا التدبير اتخذ لمنع احتمال وقوع عمليات فلسطينية، لكنه أشار إلى أنه لا يشمل الحالات الطبية الخطرة ونقل المساعدة الإنسانية ومرور الأطباء والمحامين وأعضاء المنظمات غير الحكومية، والمعروف أن عيد «المظلة»، كما جاء فى الكتاب المقدس (العهد القديم)، يحتفل بإقامة العبرانيين فى الصحراء بعد الخروج من مصر الذى ورد ذكره فى سفر الخروج.
كما شنت قوات الاحتلال الإسرائيلية حملة اعتقالات واسعة فى القدس المحتلة، وفرضت قيوداً صارمة على دخول المصلين لأداء صلاة الجمعة فى المسجد الأقصى.
/size]