هاتف حزب اللّه في مركز الاستخبارات الإسرائيليّة

نشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس فصلاً جديداً من فصول كتاب مراسلها للشؤون الاستخبارية، رونين بيرغمان، «دولة إسرائيل ستفعل كل شيء»، الذي صدر أخيراً في إسرائيل. ويكشف الفصل للمرة الأولى عملية أمنية قام بها حزب الله عام 99 تمكّن خلالها من تفجير هاتف خلوي مفخخ داخل «المختبر الأكثر سرّية في قلب مقر قيادة الوحدة 8200»، التابعة للاستخبارات العسكرية والمسؤولة عن التنصّت على اختلاف أنواعه في دول الطوق.
وكانت «يديعوت» قد نشرت الأسبوع الماضي فصلين من كتاب بيرغمان، تناول الأول مصير ملّاح الجو الإسرائيلي المفقود رون أراد، والثاني تفاصيل من حادثة اغتيال الأمين العام السابق لحزب الله، عباس الموسوي.
كتب بيرغمان في فصله الجديد أن القضية التي أطلق عليها رمز «ملف كرتون» في المداولات الداخلية لشعبة الاستخبارات العسكرية تمثّل «جرحاً لا يزال ينزف، ورغم حصوله قبل عشر سنوات إلا أنه يعدّ حتى الآن صدمة بالنسبة إلى الوحدة الرئيسية والأهم في الاستخبارات الإسرائيلية».
تعود أحداث القضية إلى عام 1999، حين شنّت المقاومة الإسلامية في الليلة الواقعة بين 19 و20 شباط هجوماً على مقر الكتيبة 20 التابعة لجيش أنطوان لحد في منطقة جزين. في ذلك الهجوم تمكّنت المقاومة من تفجير منشآت داخل المقرّ وعلى مقربة منه، في موازاة قصف نفذته مدفعيتها على موقعي مجدليم وكروم الأرز وغيرهما في المحيط. وفي صبيحة اليوم التالي، قام قائد الكتيبة بتفقّد المباني المدمّرة، فعثر بقرب أحدها على هاتف خلوي لبناني وإلى جانبه ممشطا كلاشنيكوف فارغان وفتيل تفجيري بطول 30 سنتم. وطلب ضابط الاستخبارات الإسرائيلي في وحدة الارتباط في جنوب لبنان العقيد آفي لزروف، في التحقيق الذي أجراه بشأن العملية، تحويل الهاتف «في أقرب وقت» إلى الوحدة 8200. وفي أعقاب الطلب، «تدحرج» الهاتف من جهة إلى أخرى، بدءاً بضابط «الشبكات» في وحدة التنصّت التابعة لجيش لحد، مروراً بالضابط المسؤول عن ساحة حزب الله في 8200 في الشمال، وصولاً إلى مقر الوحدة في وسط إسرائيل. إلا أن الجهات جميعها نسيت في لعبة التدحرج هذه الالتزام بالأوامر الأمنية التي تقضي بفحص الهاتف على الكاشف المغناطيسي والتأكد من خلوّه من أيّ عبوة.
في مقر الـ«8200» كان «أفراد الوحدة يعلّقون آمالاً كبيرة عليه، حيث كانوا يعتقدون أن في الإمكان استخراج أرقام ومعطيات منه تسمح بتعزيز التعقّب الاستخباري لحزب الله». وتسلّم الهاتف ضابطان في «المختبر الكائن في قلب المنشأة الأهم والأكثر سرية داخل مقرّ الـ8200». واتصل أحد الضابطين بالمسؤول عن ساحة حزب الله في الوحدة ليسأله إذا كان الهاتف قد خضع للفحص الأمني، فأجابه الأخير بأنه لا يعرف، لكنّه رجّح حصول ذلك «وإلّا لم يكن ليصل من لبنان». ويروي الكاتب أن الضابطين تمازحا بشأن هذه النقطة، وقال كلّ منهما للآخر: «إذا سمعنا انفجاراً فسنعرف أنه لم يخضع للفحص الأمني». ولمّا كانت بطارية الجهاز فارغة وتطلّب تشغيله شحنها، عمد أحد الضابطين إلى القيام بذلك. «وجلس الاثنان على الطاولة، وضبطا المحوّل الكهربائي على التيار المناسب وفقاً للمكتوب على بطارية الهاتف. وجلس عنبر (أحد الضابطين) إلى جانب الطاولة وأمسك بالجهاز بيده اليسرى في وضعية مقلوبة، بحيث كان مكان وضع قابس الشحن إلى الأعلى للسماح لحنان (الضابط الآخر) بوضع القابس. وفي الساعة 18:30 تقريباً قام حنان بوصل أحد لساني القابس على أحد مخرجي البطارية، وعندما قرّب اللسان الآخر من المخرج الثاني حصل الانفجار».
يكشف بيرغمان أن الضابطين أصيبا جرّاء الانفجار بجراح بالغة، وأن الانفجار «الذي هزّ إحدى المنشآت الأكثر حساسة وسرّية في دولة إسرائيل، ودوّت أصداؤه في أرجاء القاعدة الضخمة التي يخدم فيها آلاف الجنود لا يزال يُذكر حتى اليوم كصدمة في 8200».

» هآرتس: تضارب الاستخبارات الإسرائيلية كشف شبكات لبنان
» مركز فلسطينى للاسرى يتبنى مشروعا لانشاء موقع باللغه العبريه