الفيلم المصري "ولاد العم" في الصحافة الاسرائيلية
صحفي اسرائيلي :"ولاد العم" رد فعل انتقامي لخسارة فاروق حسني
يديعوت :" ولاد العم " تحالف جهات سيادية مصرية ضد إسرائيل
كتب: أبو بكر خلاف
انتقد المحلل السياسي الإسرائيلي والمتخصص في الملف العربي روعي نحمياس الفيلم المصري " ولاد العم " واعتبره رد فعل انتقامي لهزيمة فاروق حسني في معركة اليونسكو ، وانه جاء بتحالف أجهزة رسمية مصرية ابرزها الامن والثقافة لتمرير هذا الفيلم الذي يظهر وجه إسرائيل قبيحة وعنصرية، ورسالة مفادها أن إسرائيل هي العدو رقم واحد لكل العرب .
رابط التقرير بالصحيفة الاسرائيلية
http://www.ynet.co.il/articles/0,7340,L-3820341,00.htmlوأكد نحمياس في مقاله الثابت بصحيفة "يديعوت احرونوت" تحت عنوان "صوت العرب" معارضته للفيلم بقوله:" هذا الفيلم يحض على الكراهية ويشبه اليهود بالنازيين ، لذا أصبح حديث الناس ووسائل الإعلام بالعالم العربي ، كما احتل نجومه مقابلات البرامج الحوارية والثقافية بالفضائيات ، فعلى الرغم من مرور عدة أسابيع على خروجه للعرض لايزال يحظى بإقبال جماهيري كبير بمصر".
ووصف الكاتب الإسرائيلي سيناريو الفيلم بالهزيل وانه يروج بقوة " لهستيريا العنصرية" والعداء مع اسرائيل ولم ير سوى حسنة وحيدة للفيلم هو تلك الصورة البراقة التي عكسها لرفاهية الحياة بتل أبيب رغم انه صور بجنوب إفريقيا - لقد بدت تل ابيب من الداخل براقة اكثر المنظر للمرة الأولى على شاشة عربية .
العدو رقم واحد
وأضاف: " الفيلم في معظمه مليء برسائل الكراهية وبث السم ضد إسرائيل ومواطنيها. وعنوان رسالته الأكثر وضوحا "إسرائيل هي العدو رقم واحد "، حتى في تناوله للقضية الفلسطينية من خلال تعرض العميل المصري ( كريم عبد العزيز) أثناء مرافقته لمجموعة من الفلسطينيين للأهوال التي تقوم بها إسرائيل ضد السكان الفلسطينيين وواقع حياتهم القاسية في ظل تعرض منازلهم بانتظام للقصف الإسرائيلي مما يجعلهم يتركونها ، كما انهم لم يسلموا من الاذى والقصف خلال مغادرتهم لهذه المنازل، وكل ذلك كان الهدف منه مزيد من الافلام التي تريد تشبيه مأساة الفلسطينيين الحالية بما عاناه اليهود على أيدي النازية من قبل"..
ويتابع نحمياس: "سيناريو الفيلم الذي كان يواجه في البداية اعتراضا وكان على وشك الرفض أثناء التصوير ، أخذ الضوء الأخضر من جهات رقابية وأمنية وثقافية خاصة وان الاخيرة يقوم على رأسها فاروق حسني الذي خسر معركته الأخيرة باليونسكو بسبب مواقفه المعادية لليهود .
ويضيف" حاول أصحاب الفيلم أن ينقلوا للمشاهدين كيفية تبدو إسرائيل من الداخل رغم انه تم تصويره بجنوب أفريقيا ، بجانب تكثيف مواقف الحوار باللغة العبرية لتعطي له لمسة من الواقعية ، وظهرت الشخصيات الإسرائيلية طوال الفيلم ، تميل إلى اللا إنسانية ، ليس فقط ضد الفلسطينيين والعرب ولكن ظهرت صورة المجتمع الإسرائيلي كيان عنصري يكره الأجانب ولا يقل فسادا و عنفا عن المجتمعات الهمجية".
ويضرب الكاتب لذلك مثلا من أحداث الفيلم : "على سبيل المثال عند انطلاق صفارات الإنذار تخليدا لذكرى المحرقة يندهش رب العمل (وهو مصري الأصل يهودي الديانة) من هذا العمل ، و يتساءل كيف يمكن لإسرائيل تخلد ذكرى الناجين من المحرقة وهي لا تزال تنتهك الشعب الفلسطيني".
سيناريو الكراهية
ويروي المحلل الاسرائيلي أحداث الفيلم قائلا:" تبدو بداية الفيلم عادية لأب مصري يجمعه بين أولاده وزوجته الحب ويأخذهم في رحلة بحرية .. لتظهر حقيقته فجأة انه "دانيال" - الممثل شريف منير- عميل للموساد والذي قررت لخطف زوجته سلوى (منى زكي) وطفليه ليعود بهم لإسرائيل.. وبعد ان تفيق الزوجة من مفعول التخدير تستيقظ لتفتح نافذة وتفاجأ بعلم إسرائيل العملاق أمامها، لتدرك أنها عاشت في خدعة كبرى طوال السنوات الماضية.
ووضع دانيال افتعال سلوى امام خيارين اما العودة إلى مصر وحدها وترك طفليها بإسرائيل أو مواصلة العيش معهم فيها ، وعلى مضض توافق على البقاء بقرب اولادها بعدما اعيتها الحيل في الهروب بهم من اسرائيل ، مع تمسكها بتحريم جسدها على دانيال لانه ليس مسلم .
ولم تكن هذه نهاية لهذا السيناريو المعتل . فلابد وأن تتدخل المخابرات المصرية من خلال عميلها ( كريم عبد العزيز) ليساعد سلوى وأطفالها للعودة الى مصر، ثم تنضم سلوى اليه لمساعدته في الإيقاع بدانيال. . عن طريق تسهيل دخول مكتبه بالموساد لكشف مخطط "قائمة اغتيالات" الموساد في مصر ، ولكن للأسف ، يكون دانيال متفهما لهذا المخطط وينتظر العميل المصري داخل مكتبه .
هنا يبدأ الصراع بين العميلين "ولاد العم" ومحاولة مصرية لتحرير العميل المصري أثناء نقله للمستشفى من أثر التعذيب وينطلق بعدها لإنقاذ سلوى و الأبناء ، ويطارده دانيال أثناء محاولته الهروب معهم لمصر وينتصر العميل المصري على نظيره الإسرائيلي ويقتله ، وينتهي الفيلم نهاية مفتوحة على لسان بطله "سأغادر ولكن سأعود مرة ثانية"- انتهى كلامه .
منى ضد الصهيونية
ونقل نحمياس في مقالته خلاصة تصريحات نجوم الفيلم لوسائل الإعلام والصحف العربية وأورد تصريحات منى زكي في مقابلة مع "جريدة الشرق الأوسط" اللندنية وقولها: " الفيلم يتبني مبدأ "لا للتطبيع مع إسرائيل" ، واشارت الى ضرورة عدم الخلط بين الصهيونية واليهودية : "نحن لسنا ضد اليهودية لانها دين سماوي ، ولكن نحن ضد الصهيونية ، وهناك من اليهود أنفسهم من يقف ضد الصهيونية ".
ويتابع مبرهنا على رأيه :" بالمناسبة هناك آراء عربية أيضا وجهت انتقادات للفيلم ..ومنهاعلى سبيل المثال ، ما جاء بصحيفة -- البيان " الإماراتية ، التي قالت أن الفيلم ضعيف السيناريو وغير واقعي". ويختتم قائلا:"لم يهتم أصحاب الفيلم بالواقعية، لقد انصب جهدهم على إرضاء رغبة الجماهير وزيادة الإقبال على شبابيك التذاكر
منقــــــــــــــــــــــــــــــــول